أهم ماميز مسيرة الفنان نور الشريف أنه كان يبحث عن الأدوار المتميزة ليؤديها ، وأنه جدد جلده أكثر من مرة من خلال الاشتغال مع مخرجين متميزين، كان أغلبهم في بداية مساره السينمائي، الأمر الذي جعله يستفيد أكثر من أي ممثل مصري آخر من الدماء الجديدة في السينما المصرية طيلة عقود من الزمن، إلى درجة أنه قام بإنتاج العديد من الأفلام لمخرج يخرج فيلمه الأول وأدى دور البطولة معه، وآخر فيلم له ،وهو على فراش المرض، كان مع مخرج شاب هو أمير رمسيس يخرج فيلمه الأول.. وهكذا كان لنور الشريف دور مهم في اكتشاف مخرجين سينمائيين وإنتاج أفلامهم الأولى لينطلقوا بعدها في سماء السينما المصرية.
ولم يتأتَّ هذا لنور الشريف سوى لأنه كان فنانا مثقفا ، وقد أتيحت لي فرصة محاورته بإحدى دورات مهرجان تطوان السينمائي حيث تم تكريمه ولاحظت هذا الأمر .
من بين الأفلام الأولى لمخرجيها التي قام ببطولتها نور الشريف : "زوجتي والكلب" (1971) لسعيد مرزوق، "دائرة الانتقام" (1976) لسمير سيف ، "ضربة شمس" (1978) لمحمد خان، اللذان انتجهما، و"الغيرة القاتلة" (1982) لعاطف الطيب، و"زمن حاتم زهران" (1986) لمحمد النجار، الذي انتجه أيضا، ;"بتوقيت القاهرة" (2014) لأمير رمسيس، آخر أفلامه ، إضافة إلى أنه أنتج الأفلام التالية لسمير سيف : "قطة على نار" و "آخر الرجال المحترمين" وفيلم "حبيبي دائما" لحسين كمال...
لم يكن الفنان نور الشريف، واسمه الحقيقى "محمد جابر محمد عبد الله"، فنانا عاديا بل كان فنانا فوق العادة ساعدته ثقافته العالية في نحت مسار متميز داخل وسط فني يعطي الأولوية لما هو تجاري وجماهيري أكثر لماهو راق ومتميز فنيا.